مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/16/2022 10:18:00 ص
ما هو العقل الباطن وما هي إمكاناته؟ الجزء الثالث
ما هو العقل الباطن وما هي إمكاناته؟ الجزء الثالث
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
 

استكمالاً لما ورد بالمقال السابق

الوصفة السحرية للتحكّم بالعقل الباطن وتغيير مجرى حياتنا

بما أن العقل الباطن أقوى بكثيرٍ من العقل الواعي فهو لن ينصاع له بسهولة، ولكن يمكن تغيير ذلك وتليين صلابة العقل الباطن عبر خدعةٍ بسيطةٍ ومجديةٍ جداً هي التكرار، فعندما نكرّر عبارة "أستطيع فعل ذلك" مثلاً عدداً كافياً من المرّات، سيقتنع العقل الباطن بذلك، وسينعكس ذلك على الواقع فنصبح أكثر قدرةً على تحقيق ما كنّا نعتقد بعجزنا عن تحقيقه، فهناك إذا تقنيةٌ ما يمكن استخدامها من قبل العقل الواعي على العقل الباطن ليتقبّل منه ما يريد، وهذه إحدى أهم الطرق التي يستخدمها علماء و|أطباء النفس| في علاج الكثير من الحالات النفسية المرضية المرتبطة بالعقل والإرادة.

تأثير العقل الباطن وقواه قد تغير الأحداث وتصنع التاريخ

يتأثّر الناس كثيراً بكل ما يمرُّ معهم يومياً، فالإعلانات التجارية التي نراها يومياً لمنتجٍ ما مثلاً تجعلنا نفضّل ذلك المنتج على غيره مع أنّه قد لا يكون الأفضل، وكذلك الأمر بالنسبة للأطعمة والألبسة وغيرها، فالفكرة هنا هي تأثير التكرار على العقل الباطن بما يجعله يقتنع بفكرةٍ ما ويفضّلها على غيرها، وحتى أن إيمان شخصٍ ما بدينه وعقيدته نجدها نابعةً من عقله الباطن، حتى لو كانت عقيدته تتعارض مع العلم الذي تلقاه، فبرمجة العقل الباطن منذ الصغر على تقبّل أفكارٍ قد تبدو غير منطقيةٍ هي ما جعلت الأديان القديمة المبنية على الخرافات تعيش لقرونٍ طويلة.

استغلال إمكانية التأثير على العقل الباطن والتحكّم به

بما أن التكرار مؤثّر جداً على العقل الباطن الذي يؤثّر بدوره على نفس الانسان وسلوكه فقد استغلّت الكثير من الشركات ذلك للترويج لمنتجاتها، كما استغلتها بعض المنظمات للترويج لبعض الأفكار والعقائد، واستثمرتها الدول والحكومات للترويج لبعض السياسات والأيديولوجيات، وكذلك استثمرها بعض الباحثين في صياغة ما يسمى بقوانين الجذب و|الطاقة الإيجابية| أو الطاقة السلبية، وما نريد قوله هنا هو أن كلَّ ما قد يثير استغرابنا ودهشتنا يخضع لقوانين معينة، وإن كنا نجهل تلك القوانين فهذا لا يعني أنها غير موجودة.

ختاماً لمقالتنا هذه التي حاولنا فيها تلخيص بعض النقاط الهامة بخصوص العقل البشري بأقسامه المختلفة، بقي أن نقول بأن العلماء يفصلون بين العقل والدماغ

 فإذا كان العقل الواعي نابعٌ عن أنشطة الدماغ المختلفة وتفاعلاته مع البيئة والعوامل المحيطة به، فلا شكَّ أن جزءاً من العقل الباطن واللاواعي قد ينتشر في أعضاء أخرى من الجسد مثل |النخاع الشوكي| المسؤول عن الحركات اللاإرادية، وهناك من يقول بأن للعضلات ذاكرة، وقد يكون الأمر أعقد من كل ما نعرفه اليوم

 فإذا كان ما طرحناه قد أضاف شيئاً إل معارفك، فنرجو أن تشارك المقال.

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.